مشروع ترامب لتهجير سكان غزة:



مشروع ترامب لتهجير سكان غزة: حلقة في مسلسل يعود الى عقود خلت!

رئيس تحرير "موقع طيور البارد للاعلام خضر السبعين

لم يكن مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير سكان قطاع غزة تمهيداً لتحويله الى مساحة استثمارية سوى مشروع من ضمن مشاريع الرئيس الأميركي الاقتصادية والتجارية حول العالم، وان كانت غزة تختلف عما سواها من المناطق التي يطمح ترامب باستثمارها، اذ أن غزة لها مميزاتها وخصائصها السياسية والتاريخية والاقتصادية والبشرية.
وليس مستغرباً أن يُقدِّم ترامب هذا المشروع لحليفه رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بعد هزيمة كيانه على أرض غزة رغم المجازر على مدى ١٥ شهراً.
ويبدو أن ساكن البيت الأبيض لم يشاهد، أو لم يقرأ معاني عودة أهالي غزة والشمال الى مناطقهم المدمرة والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة ومتطلباتها، هذه العودة التي كان يُتوقع أن تكون فردية، فاذا بمئات الالاف يتقاطرون بكثافة عائدين منذ اللحظة الأولى لفتح الطريق أمامهم!
ولتذكير ترامب ومن يدورون في فلك ادارته فان العودة الى الشمال هي صورة طبق الأصل عن تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة الى وطنهم فلسطين ورفضهم المطلق لأي بديل.
كما أن مشروع تهجير الفلسطينيين لم يكن وليد خطة ترامب، بل هو موجود منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني، فالتطهير العرقي هو جوهر المشروع الصهيوني الذي يقوم على انكار وجود الشعب الفلسطيني (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) بهدف تجريده من حقوقه وصولاً الى ترحيله عن أرضه، وفي هذا السياق يأتي مشروع الغاء وكالة "الأونروا" كونها المنظمة الدولية الشاهدة على قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وهناك مشاريع عديدة لتهجير الفلسطينيين سبقت مشروع ترامب ٢٠٢٥، ومنها:
١- مشروع "أشكول" عام ١٩٦٥ الذي طرحه رئيس حكومة الاحتلال ليفي أشكول في ذلك الوقت، ويتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية.
٢- مشروع "شارون" عام ١٩٧٠ والذي يتضمن افراغ قطاع غزة من سكانه عبر عزل القطاع واحكام القبضة العسكرية عليه وتفجير الاف المنازل وتهجير عشراة الاف الغزيين الى سيناء.
٣- وثيقة "أبو مازن-بيلين" عام ١٩٩٥ والتي نصت على أن الاحتلال سيعترف بأن عودة الفلسطينيين حق مبدئي مقابل اعتراف الجانب الفلسطيني بأن العودة كما نص عليها القرار الدولي رقم ١٩٤ صارت أمراً غير عملي.
٤- مقترح "يوشع بن اريه" عام ٢٠٠٤ والذي تضمن تخصيص أراضٍ في سيناء للدولة الفلسطينية المقترحة، مقابل حصول مصر على أراضٍ في صحراء النقب بنفس المساحة وبالتالي نقل الفلسطينيين اليها.
٥- "صفقة القرن" عام ٢٠١٨ والتي جرى طرحها اعلامياً في الولاية الأولى للرئيس ترامب، والتي تتضمن مخططات لتهجير الفلسطينيين من أماكن سكنهم.
٦- "خطة الجنرالات" عام ٢٠٢٤ والتي قدمها الجنرال الصهيوني غيورا ايلاند وتهدف الى تهجير سكان شمال قطاع غزة الى جنوبه بشتى الوسائل من مجازر وتجويع وتدمير المستشفيات ومختلف مرافق الحياة.
كل المشاريع والخطط المذكورة لاقت فشلاً ذريعاً بفضل المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، فهل يعتقد ترامب أن بامكانه النجاح حيث فشل غيره؟!

حول

موقع طيور البارد الالكتروني مجموعة مهتمة بالشأن الفلسطيني تعنى برفع سوية المجتمع والعمل التطوعي. توسعت أنشطة عملها مع اللاجئين و المجتمع الفلسطيني في كل العالم لجمع الشتات